من السابعه الي السابعه ، كان يقضي يومه في لهيب الشمس منحني الظهر يبحث عن نقطه إذا لم تستأصل سيمرض النبات ويتحول الي هشيم تذروه الرياح ، هذه النقطه في ورقه، الورقه في شجره ،الشجره في حزمه أشجار صغيره، الحزمه في حقول ممتده لا نهايه لها.

دور عظيم ومعني أعظم ولكن كيف لطفل في السادسة ان يفهم هذا ، فلم يكن هذا بالنسبه له سوي سجن هوائه الحزن وجدرانه الخوف ونافذته عاليه لا تسمح حتي بتبادل الضوء ، تعددت الأيام ولا خلاص يتجلي في الأفق حتي كاد قلبه ان ينفطر من صراخه المكتوم بداخله ، لا يجب ان تكون هنا ، لا يجب ان تكون هنا ، هكذا كان يصرخ ؟؟؟؟ صراخ بلا اجابه مثل حمل بلا أب.

والذي رغم استحالته فان الولاده هي نهايته المحتومه ، والولادة هنا كانت لروحه المتحاملة الشجاعه التي همست في أذنه مجيبه لصراخه ؛ ماذا لو لم تكن هنا ، ماذا لو كنت هناك ،، ليردّد ورائها بإيمان الأنبياء انا لست هنا ، أنا هناك،،

كانت تلك العباره مثل تعويذه سحريه جبرت كسور نفسه وحطمت جدران سجنه وحوطت عنقه بطوق نجاه مكتوب عليه خلاصك في الحلم والأمل،،،

لحظه كانت كالفرقان ، أصبح بعدها يتعالي عن كل لهيب شمس وانحناء ظهر يفسد عليه مظهره ومخبره ،،،

اصبح بعدها لا يفكر الا في هناك،،،

بل اصبح بعدها يقينا هناااااااك…….